lundi 18 octobre 2010

دراسة نص/ السنة الثالثة شعب علميّة


معهد الحبيب ثامر بصفاقس
فرض مراقبة عدد 1 في العربيّة
السنة الدراسية: 2009 ـ 2010
الاسم واللّقب:
الأستاذ: عبد الوهاب الشتيوي
القسم: 3ع ت3
من "المقامة الموصليّة"
حدّثنا عيسى بن هشام قال:... دُفعنا إلى دارٍ قد مات صاحبها، وقامت نوادبها، واحتفلت بقوم قد كوى الجزع قلوبهم، وشقّت الفجيعة جُيوبهم... فدخل الإسكندريّ الدّارَ لينظر الميّتَ، وقد شُدّت عصابته ليُنقل، وسُخّن ماؤه لِيُغسلَ، وهيّئ تابوته ليُحمل، وخيطت أثوابه ليُكفّن، وحفرت حفرته ليُدفن... فأخذ حلقة وجسّ عِرقه، وقال: يا قوم اتّقوا الله لا تدفنوه فهو حيٌّ، وإنّما عرته بهتة... وأنا أسلّمه مفتوح العينين بعد يومين، فقالوا: من أين لك ذلك؟، فقال: إنّ الرّجل إذا مات برُدَ إِبِطُهُ، وهذا قد لمسته فعلمت أنّه حيّ، فجعلوا أيديهم في إبطه فقالوا: الأمر على ما ذكر، فافعلوا كما أمر.
وقام الإسكندريّ إلى المّيّت، فنزع ثيابه ثمّ شدّ له العمائم، وعلّق عليه التّمائم [الحجاب، الرُّقى]، وألعقه الزّيت، وأخلى له البيت، وقال: دعوه ولا تروّعوه... وخرج من عنده وقد شاع الخبر وانتشر بأنّ الميّت قد نُشِرَ... وانثالت علينا الهدايا من كلّ جار، حتّى ورم كيسنا فضّة وتبرًا، وامتلأ رحلنا جبنًا وتمرً، وجهدنا أنْ ننتهز فرصة في الهرب فلم نجدها، حتّى حلّ الأجل المضروب، واستُنجز الوعد المكذوب.
فلمّا ابتسم ثغر الصّبح... جاءه الرّجال والنّساء أزواجًا، وقالوا نحبّ أنْ تُشفي العليل، وتدع القال والقيل، فقال الإسكندريّ: قوموا بنا إليه، ثمّ نزع التّمائم عن يديه، وحلّ العمائم عن جسده، وقال: أنيموه على وجهه، فأُنيم، ثمّ قال: أقيموه على رجليه، فأقيم، ثمّ قال: خلّوا عن يديه، فسقط رأسًا، وطنّ الإسكندريّ بفيه، وقال: هو ميّتٌ كيف أحييه؟ فأخذه الخفّ، وملكته الأكفّ، وصار إذا رُفعت عنه يدٌ وقعت عليه أخرى.
بديع الزّمان الهمذانيّ، المقامات، ص ص98، 99

1 ـ ضع تقسيمًا للنصّ معتمدًا البنية القصصيّة معيارًا. (1.5ن)
أ ـ من بداية النصّ ← جيوبهم وضع البداية / مصيبة القوم.
ب ـ من فدخل ← فسقط رأسًا: سياق التحوّل / تحيّل الإسكندريّ.
ج ـ بقيّة النصّ: وضع الختام / اكتشاف التّحيّل ومصير الإسكندريّ.
2 ـ يقوم النّصّ على مفارقة بين صفات الإسكندريّ وصفات أهل الميّت. وضّح ذلك.(1.5ن)
الإسكندريّ واعٍ وأهل الميّت فاقدو الوعي لانصرافهم الكلّي إلى الحزن ـ الإسكندريّ عابث وأهل الميّت جادّون ـ الإسكندريّ مشاعره مستقرّة وأهل الميّت مشاعرهم حزينة ـ الإسكندريّ يمارس العقل وأهل الميّت يمارسون العاطفة ـ الإسكندريّ خبيث داهية وأهل الميّت طيّبون سذّج ـ الإسكندريّ مزيّف للقيم (حرمة الميّت) وأهل الميّت محافظون عليها.
3 ـ استخرج أربعة مظاهر للإضحاك في النّصّ؟(2)
أ ـ جسّ الإسكندريّ الميّت وفحصه رغم تأكّده من موته.
ب ـ ادّعاء أنّ الرّجل حين يموت يبرد إبطه، وميّت هؤلاء القوم مازال إبطه دافئًا.
ج ـ معالجته للرّجل بكلّ تلك الأشياء.
د ـ سقوط الميّت، وضرب الإسكندريّ.
4 ـ لخّص النّص في خمسة أسطر مستعملاً الأمر والنّهي. (4 ن)
حدّثنا عيسى بن هشام قال: أتيتُ ذات يوم والإسكندريّ دارًا توفّت المنيّة صاحبها، وأعيى الحزن أهلها، فدخل الإسكندريّ البيت، ونظر الميّت، وقال لهم: كفّوا عن البكاء فهو حيّ يرزق، وصبرًا جميلاً حتّى أعيده إلى سالف نشاطه سليمًا معافى، وصدّقه القوم بعد أنْ بيّن أنّ إبطه مازال دافئًا عكس ما يكون عليه الميّت، فانهالت عليه الهدايا والعطايا، وبدأ يعالجه بالتّمائم والعمائم، ويسقيه الزّيت حتّى الصّباح، فجاء القوم، وقالوا: لا تقلْ إلاّ الحقّ، ولا تعبث بنا، واحيِ الميّت، فذهب بهم إليه، فأنهضه وأجلسه، وأقامه لكنّه كان يتساقط، فاكتُشف أمره، وأُشبع ضربًا ولطمًا.
5 ـ هل تعتقد أنّ الهمذانيّ ألّف هذه المقامة من أجل إضحاك النّاس، والتّرفيه عنهم؟ (3ن)
لا يمكن القول إنّ الهمذانيّ ألّف مقامته هذه من أجل إضحاك النّاس والتّرفيه عنهم فحسب، كما لا يمكن إنكار رغبته في تحقيق هذه الوظيفة، فالمقامة خطاب ساخر جادّ في آن واحد، حالفة بألوان الإضحاك والهزل والفكاهة، تنعش النّفس، وتطرب العاطفة، ترفّه على المكلوم الجريح الذي أرهقته الحياة بصنوف مشاكلها، وتصاريف أيّامها، وعبثت بأحلامه وأمانيه، وتجدّد نشاطه، وتضحكه منها بدل الحزن والغمّ، لكنّ المقامة أيضًا تحمل من النّقود الموجّهة إلى المجتمع مظاهر عديدة، فالهمذانيّ نقد قيم المجتمع النّاشئة الفاسدة مثل التّخلّي عن الكرم والتمسّك بالبخل تشبّهًا بالفرس، ونقد ممارسة العنف المادّي واللّفظيّ بين أفراد المجتمع، والتّعدّي على أملاك الآخرين، والسّرقة واللّصوصيّة وقطع الطّريق، والتّعدّي على حرمات الدّين وتشويهه، ونقد أحوال الاقتصاد، وانتشار الفقر والمجاعة والتّسوّل وقلّة موارد الرّزق...
6 ـ إنتاج تّحرير: (8 ن)
"لجأ الكتّاب العرب القدامى إلى الفكاهة من أجل الإمتاع والنّقد في آن".
حلّل هذه الفكرة مستندًا إلى الأمثلة والشّواهد ممّا درست.
1 ـ الغاية الإمتاعيّة:
ـ الإضحاك من أجل التّرفيه عن النّفس، وتمكين النّفس من تجديد نشاطها.
ـ مقاومة الحالات العصبيّة التي يمكن أنْ تنتاب الإنسان.
ـ السخرية من الحياة بدل تحميل الذّات ما لا تحتمل.
ـ ملء لحظات الفراغ بما لذّ وطاب من فنون الإضحاك والفكاهة.
ـ تمتين العلاقات بين الأفراد والجماعات والتّقريب بين الطّبقات عبر النّصوص الهزليّة.
2 ـ الغاية النّقديّة:
ـ نقد البخل: بعض المقامات، ونوادر الجاحظ في "البخلاء".
ـ نقد التّقلّبات الاجتماعيّة والتّحوّلات الاقتصاديّة إلى درجة انتشار المجاعة: المقامة المجاعيّة.
ـ تشويه صورة الدّين، واستغلاله من أجل قضاء المآرب الشّخصيّة الخسيسة: المقامة الموصليّة.
ـ نقد المشاكل الاجتماعيّة بين الجماعات والطّبقات، وانتشار مظاهر العنف: المقامة الحلوانيّة والمقامة البغداديّة.
ـ انتشار الحيلة والكُدية، واستغلال طيبة بعض الأفراد وسذاجتهم: المقامة البغداديّة.
ـ تراجع الموارد الاقتصاديّة، وتقلّص فرص الشّغل: المقامة الحلوانيّة.
ـ انصراف الحكّام إلى اللّهو والأنس.
ـ إنفاق أموال الدّولة على المتفكّهين أمثال أبي دلامة.
وفق الله الجميع

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire