mardi 29 mai 2018

إصلاح الفرض التّأليفيّ عدد2 ـ مسرحيّة شهرزاد
ü      الموضوع:
"متّكئًا على تراث مسرحيّ عريق، صوّر توفيق الحكيم في مسرحيّة "شهرزاد" مسيرة بطل مأسويّ فشل في تحقيق التّحرّر".
حلّل هذا القول، وبيّن مدى صحّته، معتمدًا ما درست من المسرحيّة المذكورة.
ü   الشّبكة التّحليليّة
المراحل
                                            التّمشّيات
مجال الأعداد
المقدّمة
1.      التّمهيد:

2.      إدراج الموضوع:
.
3.      الطّرح الإشكاليّ:
·          ما هي العناصر المسرحيّة التّراثيّة العريقة التي وظّفها الحكيم في مسرحيّته؟
·         وما هي مسيرة البطل، ومظاهر فشله؟
·         وإلى أيّ مدى يبدو الحكيم ملتزمًا بالمسرح التّقليديّ؟ وهل اكتفى بتصوير مأساة البطل؟
0 ß 3
تقسّم الأعداد بالتّساوي بين عناصر المقدّمة.
الجوهر
·         قسم التّحليل:
       I.            اتّكاء الحكيم على تراث مسرحيّ عريق:
1/ النّوع المسرحيّ: اختيار المسرح التّراجيديّ ذي الأصول اليونانيّة المعبّر عن صراع الإنسان في الوجود.
2/ البناء: المحافظة على البناء التّراجيديّ التّقليديّ: المقدّمة (الاحتفال بعيد العذارى ـ سعادة)/ الفعل الصّاعد/ الذّروة/ الفعل الهابط/ النّهاية (الفاجعة).
3/ الموضوع: جادّ تعلّق بقضيّة مصيريّة تهمّ وجود الإنسان في الكون، وهي العلاقة بين الجسد والقلب والعقل.
4/ الحجم: المتوسّط فالمسرحيّة ليست طويلة كالملحة، ولا قصيرة كالقصيدة، ولذلك يمكن إجمال أحداثها بشكل محدود.
5/ الشّخصيّات: عدد محدود للشّخصيّات + هيمنة الشّخصيّة الواحدة على الأحداث + الاختلاف والتّصادم.
6/ البطل: من الطّبقة العليا (ملك) + قويّ + عنيد + متحدٍّ + لا يقرّ بالفشل + متفرّد عن الآخرين.
7/ الصّراع: مطلق + أبديّ يتجاوز حدود الزّمان والمكان + بين الكائن الإنسانيّ وقوّة غير مرئيّة.
8/ حكاية المسرحيّة: حكاية حزينة ذات مسيرة مأسويّة، فشهريار بحث عنْ معرفة مطلقة دون جدوى وكان شقيًّا في كلّ المراحل التي عاشها.
9/ الخطاب المسرحيّ: اعتماد الإشارات الرّكحيّة (تحديد الإطارين الزّمانيّ والمكانيّ + وصف الشّخصيّات مادّيًّا ومعنويًّا وإنْ بشكل محدود + وظّف أغلبها للتّعبير عن مأسويّة البطل + اعتماد الحوار باعتباره محدّد الصّراع التّراجيديّ في كامل مراحل المسرحيّة + من خصائصه: ثنائيّ بصفة عامّة ـ خلافيّ ـ سجاليّ +كثرة الأساليب الإنشائيّة لا سيّما الاستفهام والتّعجّب وهو دالّ على البعد التّراجيديّ ـ اللّغة الشّعريّة (لنْ أعود إلى جسدك الجميل، لنْ يسكرني ريق ثغرك، ونفح شعرك، وضمّات ذراعيك...) ـ كشف اختلاف الشّخصيّات عاطفيًّا وفكريًّا ـ ـ إصرار البطل على مواقفه وضيقه بكلّ الحدود التي تمنعه من الوصول إلى المعرفة المطلقة.
·         تأليف جزئيّ: أكّدت هذه العناصر عمق معرفة الحكيم بأصول المسرح اليونانيّ.
    II.            مسيرة بطل مأسويّ فشل في تحقيق التّحرّر: مراحل متعدّدة في رحلة البحث عن التّحرّر:
1/ الانفصال عن شهرزاد وهي موطن عواطفه، ومصدر متعته.
2/ تعذيب العبد وقتل الجارية دون معرفة الحقيقة: "كنت أقتل لألهو واليوم أقتل لأعرف".
3/ التّخلّي عن السّاحر وهو مصدر الحكمة عنده: "أنا اليوم إنسان شقيّ".
4/ اتّخاذ قرار الرّحيل عن المدينة وهي موطن سلطته، والانفصال النّهائيّ عنْ شهرزاد: "لنْ أعود إلى جسدك الجميل... لن يُسكرني ريق ثغرك ونفح شعرك وضمّات ذراعيك... لن أخضع لامرأة... سحقًا للجسد الجميل" ـ "أودّ أنْ أنسى هذا اللّحم، ذا الدّود، وانطلق، انطلق إلى حيث لا حدود".
5/ الوحدة في الصّحراء ممّا يولّد مأساة الذّات وهي تعيش حالات الغربة.
6/ الذّهاب إلى خان أبي ميسور وتناول الأفيون دون تحقيق المتعة التي يحقّقها الهاربون منْ أجسادهم.
7/ انتشار خبر خيانة زوجته شهرزاد ممّا شوّه صورته بين النّاس.
8/ العودة إلى القصر دون استعادة مظاهر إنسانيّته (الحبّ + الغيرة + قتل العبد).
ـ تحقّق المأساة في كامل مراحل المسيرة متأتٍّ أساسًا منْ عجز شهريار عن تحقيق التّحرّر من البعد الآدميّ (الجسديّ والعاطفيّ)، والبعد المكانيّ فالإنسان لا يمكن أنْ يعيش خارج إطار المكان، ولذلك عاد شهريار إلى المدينة والقصر في نهاية المسرحيّة: "هل لي وجود حقيقيّ خارج ما يحتوي جسدي من زمان ومكان".
ـ مأساة شهريار في فقدان التّعادليّة دون إدراك التّحرّر، وهو ما يعمّق البعد التّراجيديّ ويعطيها الصّفة اليونانيّة: "أنا براء من الآدميّة... براء من القلب... لا أريد أنْ أشعر... أريد أنْ أعرف".
·         قسم إبداء الرّأي:
  I.             مقولة التّراث المسرحيّ العريق :
-  لمْ يحافظ الحكيم على بعض خصائص المسرح اليونانيّ وأهمّها: الصّراع لمْ يكن ضدّ الآلهة + زعزعة الوحدات الثّلاث فالحدث يمكن اعتباره متنوّعًا (قتل ـ تعذيب ـ سفر ـ عشق ـ جنس ـ حشيش) + تجاوز الزّمان دورة الشّمس لأنّ سفرة شهريار دامت أشهرًا + تعدّد المكان (قصر ـ غرفة الملك ـ غرفة الملكة ـ بيت السّاحر ـ الصّحراء ـ خان أبي ميسور)...
. لمْ يهتمّ الحكيم بالعناصر التي تحقّق الجانب التّمثيليّ الفرجويّ للمسرحيّة لأنّها مسرحيّة أفكار لا أخشاب، يستوعبها الذّهن ولا يستوعبها الرّكح لذلك لمْ يورد مثلاً ما يجعل الإشارات الرّكحيّة تعمّق تحديد الأطر الزّمانيّة والمكانيّة.
ـ أضاف الحكيم التّعويل على التّراث العربيّ الإسلاميّ: اقتباس حكاية المسرحيّة منْ حكاية "ألف ليلة وليلة" المتعلّقة بخيانة زوجة شهريار الأولى له مع عبد أسود + الإيحاء بقتل شهريار النّساء انتقامًا منْ زوجته ثمّ الإقلاع عنْ ذلك وإقامة عيد العذارى السّنويّ + وجود السّحر سبيلاً إلى المعرفة.
ـ الإطار المكانيّ: إطار عربيّ مثل الصّحراء خاصّة
ـ الشّخصيّات: منْ خلال الأسماء خاصّةً (شهريار ـ شهرزاد ـ قمر ـ زاهدة).
   II.        مقولة المأسويّة:
ـ عدم اقتصار المأساة على شخصيّة البطل فكلّ الشّخصيّات عاشت البعد المأسويّ: شهرزاد خسرت زوجها + زاهدة والعبد المعذّب وقمر خسروا حياتهم + العبد التصقت به صفة الشّهوة والغدر والخيانة + قمر والعبد خير منْ عبّر عن المأسويّة بعد شهريار لأنّهما حصرا الإنسان في بعدٍ واحدٍ (القلب ـ الجسد) فكان اختلال التّوازن، وكانت النّهاية المأسويّة.
ـ المأسويّة في اختيار الموت وسيلة للمعرفة بعد أنْ كان وسيلة للانتقام، ولكنْ دون جدوى، فشهريار  لمْ يدرك المعرفة منْ وراء قتل زاهدة والعبد، مثلما كان موت قمر بلا جدوى، بلْ كان فقط تعبيرًا عن العجز واليأس ورفض الحقيقة.
ـ إنْ كان البطل قد فشل في تحقيق التّحرّر فإنّ شرف الإنسان بالنّسبة إلى توفيق الحكيم يكون في المحاولة وبذل السّعي "ومهما يكنْ من عجز الإنسان وإخفاقه أمام مصيره، فإنّ العبرة هي بجهاده المنتج الشّريف... وليس المهمّ للإنسان أنْ ينجح، بل المهمّ أنْ يكدح، وليس الشّرف للإنسان في أنْ يقول: إنّه حرّ، بل في أنْ يقول: إنّي سجين ولكنّي أجاهد".
ـ صوّر الحكيم منْ خلال شهريار مأساة الإنسان المعاصر وقد فصل بين أبعاده الثّلاثة، وقضى على توازنه: "فأزمة الإنسان في هذا العصر هي عندي نتيجة اختلال في تركيبه التّعادليّ".
·         قسم التّأليف
ـ "شهرزاد" مسرحيّة جامعة اعتمد فيه الحكيم عناصر من المسرح اليونانيّ، وعناصر من التّراث الأدبيّ العربيّ.
عبّرت مسرحيّة الحكيم عنْ مسيرة بطل شقيّ عجز عنْ إدراك الحقيقة، مثلما عبّرت عنْ مآسي الشّخصيّات الأخرى، وعكست مأساة الإنسان المعاصر وقد فصل أبعاده الإنسانيّة.
ـ لا تعبّر المسرحيّة عن العجز والفشل لأنّ المهمّ بالنّسبة إلى الحكيم السّعي والكفاح.
0ß 6 للتحليل
0ß3لإبداء الرّأي
0ß1 للتّأليف
الخاتمة
‌أ.       الإجمال:
تُبيّن مسرحيّة "شهرزاد" قدرة توفيق الحكيم على محاكاة المسرح اليونانيّ منْ حيث التّركيز على البعد التّراجيديّ في الحكاية المسرحيّة وفي شخصيّة البطل، والتّعبير عن مأسويّة الإنسان، مع تطعيمه ببعض خصائص الأدب العربيّ القديم.
‌ب.    الموقف:
ويبدو لنا أنّ الحكيم قد وُفّق في ذلك فنيًّا وفكريًّا، وتمكّن منْ ترسيخ المسرح في الثّقافة العربيّة المعاصرة.
‌ج.الأفق:
فهل يمكن القول إنّ البعد الذّهنيّ في "شهرزاد" يمكن أنْ يضعف أبعادها الفرجويّة؟
0 ß 2
                                                                                                                                        
 مع تحيّات أستاذكم عبد الوهاب الشتيوي الذي يرجو لكم النّجاح